Selasa, 10 Mei 2022

Al Mujib

”المجيبُ” في حقّ الله تعالى؛ هو الذي يُقَابل مَسألةَ السَّائلين بالإجابة، ودُعاء الدَّاعين بالاسْتجابة، ويقابل ضرورة المضْطرّين بالكفَاية، تَسْأله فيُجيبك، وتَطْلبُ منه فيَسْتجيبُ لك، تكونُ مُضطراً فيُغِيثك، هذا هو: “المجيب”سبحانه.
وإجابته سبحانه وتعالى لدَعوة الداعين، وسُؤال السائلين، نوعان:
أولاً: إجابةٌ عامّةٌ للداعين: مهما كانوا، وأيْنَما كانوا، وعلى كلِّ حالٍ كانوا، كما وعَدهم بهذا الوَعْد المطلق الصادق؛ الذي لا يَتَخلَّف.
ثانيًا: إجابةٌ خاصةٌ: للمُسْتجيبين له، المنْقَادِين لشَرعه، المُخْلِصين له في الدُّعاء والعبادة؛ ولهذا عَقَّب بقوله: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) (البقرة: 186).

أنَّ الله تعالى قد استجاب لإبليس دعوته؛ حين طلب أن يُنظِرَه الله إلى يوم الوقت المعلوم: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (الحجر: 36-38).
قال العلامة السعدي في تفسيره: “وليس لإجابة اللهِ لدُعائه كرامةٌ في حقَّه، وإنما ذلك امتحانٌ وابتلاءٌ؛ من اللهِ له وللعباد”.

من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي