”المجيبُ” في حقّ الله تعالى؛ هو الذي يُقَابل مَسألةَ السَّائلين بالإجابة، ودُعاء الدَّاعين بالاسْتجابة، ويقابل ضرورة المضْطرّين بالكفَاية، تَسْأله فيُجيبك، وتَطْلبُ منه فيَسْتجيبُ لك، تكونُ مُضطراً فيُغِيثك، هذا هو: “المجيب”سبحانه.
وإجابته سبحانه وتعالى لدَعوة الداعين، وسُؤال السائلين، نوعان:
أولاً: إجابةٌ عامّةٌ للداعين: مهما كانوا، وأيْنَما كانوا، وعلى كلِّ حالٍ كانوا، كما وعَدهم بهذا الوَعْد المطلق الصادق؛ الذي لا يَتَخلَّف.
ثانيًا: إجابةٌ خاصةٌ: للمُسْتجيبين له، المنْقَادِين لشَرعه، المُخْلِصين له في الدُّعاء والعبادة؛ ولهذا عَقَّب بقوله: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) (البقرة: 186).
أنَّ الله تعالى قد استجاب لإبليس دعوته؛ حين طلب أن يُنظِرَه الله إلى يوم الوقت المعلوم: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (الحجر: 36-38).
قال العلامة السعدي في تفسيره: “وليس لإجابة اللهِ لدُعائه كرامةٌ في حقَّه، وإنما ذلك امتحانٌ وابتلاءٌ؛ من اللهِ له وللعباد”.
من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي